الرباط – عادل نجدي-تظاهر العشرات من النشطاء، مساء اليوم الثلاثاء، أمام مقر البرلمان المغربي في العاصمة الرباط، تعبيراً عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني ورفضاً لما وصفوه بـ"جرائم الإبادة الجماعية" التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وذلك في وقفة احتجاجية دعت إليها "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع" والتي تضم 15 هيئة سياسية وحقوقية ونقابية.
ورفع المحتجون الأعلام الفلسطينية، مرددين شعارات تُندد بالعدوان الإسرائيلي على غزة وتدعو إلى إنهاء الحصار والتجويع، كما عبروا عن رفضهم القاطع لاتفاقية التطبيع بين المغرب وإسرائيل، في ظل ما وصفوه بـ"تصاعد جرائم الاحتلال واعتداءات المستوطنين على المسجد الأقصى".
وكانت الهتافات التي صدحت بها حناجر المتظاهرين حاسمة في رفضها للتطبيع، من قبيل: "الشعب يريد إسقاط التطبيع"، "فلسطين أمانة والتطبيع خيانة"، و"ناضل يا مواطن ناضل ضد التطبيع وضد الصهاينة". كذلك استُهدفت السياسات الأميركية في المنطقة بشعارات مثل: "يكفينا من الحروب، أميركا عدوة الشعوب".
وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، أوضح محمد الغفري، المنسق الوطني للجبهة، أن الوقفة تأتي في سياق الاستمرار في التعبير الميداني عن الدعم الفلسطيني منذ بدء عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023، مؤكداً أن مشاركة فرقة "غولاني" الإسرائيلية – المتهمة بارتكاب انتهاكات جسيمة في غزة – في مناورات "الأسد الأفريقي" تشكّل "تواطؤاً رسمياً" و"استفزازاً للشعب المغربي".
وأشار الغفري إلى أن هذه الوحدة العسكرية مسؤولة عن "مجزرة" راح ضحيتها 15 من موظفي الهلال الأحمر والدفاع المدني والأونروا في رفح، والذين تم قتلهم بدم بارد وهم مقيدو الأيدي، على حد تعبيره.
إلى جانب الوقفة، وجهت الجبهة المغربية رسالة إلى المديرة التنفيذية لمنظمة "اليونيسف"، كاثرين راسل، دعتها فيها إلى التحرك العاجل من أجل وقف الانتهاكات التي تطال أطفال غزة. وطالبت الجبهة بإدراج الجيش الإسرائيلي في "قائمة العار" الأممية، ودعت إلى فتح تحقيقات دولية مستقلة بشأن الجرائم الموثقة من قبل وسائل الإعلام والمواطنين.
كما شددت الجبهة على ضرورة تدخل مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لاتخاذ إجراءات فعلية لحماية الأطفال الفلسطينيين وتقديم الدعم النفسي والطبي العاجل لهم، سواء في غزة أو في مناطق اللجوء المؤقت.
وتأتي هذه الوقفة في سياق سلسلة من التحركات الشعبية التي يشهدها المغرب منذ استئناف العدوان الإسرائيلي على غزة في مارس/اذار الماضي، والتي شملت عشرات الوقفات والمسيرات الغاضبة في مختلف مدن البلاد، مؤكدة استمرار الحراك الشعبي الرافض للتطبيع والداعم للحقوق الفلسطينية.