نطوي اليوم الخامس عشر من ايار 2025 ، 77 سنة من النكبة المروعة التي حلت بشعبنا في العام 48 في اكبر جريمة شاهدة على عصر الابادة الجماعية التي مازالت مستمرة .. وقطاع غزة النموذج الصارخ والحي على ذلك .
اليوم يقف الشعب الفلسطيني بشيبه وشبانه سائلا العالم الحر : الا يستحق الشعب الفلسطيني بعد كل هذه السنين العجاف وهذه الويلات وهذا الدم الغزير الذي سال على تراب الوطن المسلوب وما زال .. الا يستحق ان يعيش بهدوء وسلام واستقرار في كنف دولة مستقلة وذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية اسوة ببقية شعوب الارض ؟ اليس من المؤسف بل والمخجل حقا على كل شعوب وحكومات الارض ان تقبل بان يبقى شعب يعد في الضفة والقطاع والداخل المحتل نحو 8 ملايين فلسطيني اضافة الى نحو 6 ملايين ونصف المليون في الشتات ، عرضة لسفك الدماء والذبح اليومي على الهواء مباشرة دون ان يتحرك او يهتز ضمير الانسانية ؟ ودون اصدار اي موقف جريء وشجاع يهدد الاحتلال ويثنيه عن المضي قدما في مشروعه الدموي المكفول بتعاليم توراتية زائفة ؟
اننا ما زلنا في عصر النكبة ولم ينته فصلها بطي 77 سنة من عمرها الأغبر. فالنكبات تتوالى على الشعب الفلسطيني من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب ولا حياة لمن تنادي فالكل يصم آذانه ويغمض عيونه عن هول المأساة، وهاهو "العم ترامب" قد زار منطقة الخليج العربي ولم يعر اي اهتمام للقضية الفلسطينية وكأنها غير موجودة على خارطة العالم ، كما انه لم ينبس ببنة شفة حول هول المجازر التي ترتكب بحق ابناء شعبنا في قطاع غزة وفي مخيمات شمال الضفة الغربية على وجه الخصوص، بل اكتفى بتكرار ما قاله سابقا ولكن بعبارات اكثر تنميقا وهو انه يريد "غزة حرة" .. لكنه لم يوضح ممن ستكون حرة ؟
هذا هو عصر الصفقات والنكبات الترامبية، وشعبنا يصرخ بأعلى الصوت " ياوحدنا" ... نعم النكبة يجب ان تذكرنا بأننا بدون وحدة وطنية حقيقية نكون فيها كالبنيان المرصوص لن نتقدم خطوة واحدة الى الامام واستمرار الانفصال والعزف على الوتر الذي يطرب أذنا واحدة فقط يجلب المزيد من الويلات للشعب الفلسطيني. وعلينا ان تذكر ونحن في خضم المحرقة مقولة الزعيم الخالد ابو عمار " ان حجرا واحدا من حجارة القدس يساوى العالم بأسره" . كما يجب ان نتذكر مقولة حكيم الثورة جورج حبش " ان الصراع قد يستمر مئة عام او اكثر فعلى قصيري النفس ان يتنحو جانبا" .. ومقولة كنفاني .. "اذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية فعلينا تغيير المدافعين لا القضية " واخيرا مقولة العظيم ابو اياد "لن نكون خاتما في اصبع اي نظام " . ومن هنا نؤكد ان القضية الفلسطينية قضية عادلة وحية ولن تموت وشعبنا سيعود الى عكا وحيفا ويافا وصفد .. والقدس ستكون العاصمة الابدية لدولتنا العتيدة بدون ادنى شك ولكن لتحقيق ذلك علينا ان نكون على قلب رجل واحد وان نعمل لصالح القضية لا لصالح اجندات خارجية او المراهنة على " الوهم" للانتصار لدماء الشهداء .
نعم للوحدة الوطنية ونعم للقرار الوطني المستقل ولتكن الذكرى السابعة والسبعين للنكبة مناسبة لمراجعة الحسابات وليس للندب والتحسر على الماضي .