في ذكرى رحيله السادسة ...
نادي الانصار المقدسي يستذكر لاعبه ومدافعه الصلب المرحوم موسى ابو قلبين
القدس- كتب ياسين نظمي الرازم - انطلاقاً من مبدأ الوفاء للرعيل الأول في نادي الأنصار المقدسي ، وتقديرا للعطاء اللامحدود ، واقراراً بدورهم الطليعي في وضع أولى اللبنات في هذا الصرح الرياضي المقدسي ، وتخليداً لذكراهم الطيبة والعطرة ، نستذكر اليوم وفي الذكرى السادسة لرحيل لاعب النادي ومدافعه الصلب وصاحب الرأس الذهبية والجهود الكبيرة والمتميزة في الميادين الرياضية ، نستعرض في هذه العجالة سيرة الراحل المرحوم موسى عطا جمعة ابو قلبين ( ابو عدي ) .
ولد المرحوم بتاريخ 3/11/1967م في سلوان وتلقى علومه الابتدائية في مدرسة الوكالة في ابو ديس ، والاعدادية في مدرسة سلوان الاعدادية ، ولم يكمل تعليمه فتوجه الى سوق العمل مبكراً ، نشأ وترعرع وعاش حياته في بيت العائلة الكائن في قلب التلة الشرقية المطلة على وادي قدوم ، وعمل لسنوات طويلة في مصنع للجرانيت.
وتقول أرملته "ام عدي" : كان رحمه الله انساناً طيباً، بشوش الوجه ودمث الخلق ، وصاحب نكتة ومحبوب من الجميع ، ومحباً للأخرين ومساعدتهم ومؤازرتهم ،ووفياً لأسرته الصغيرة ويقدس الحياة الزوجية وحريصاً على أن يوفر لها كل متطلبات الحياة الكريمة .
أما نجله "محمد" فقال: سرت على خطى والدي فعشقت لعبة كرة القدم وتعلقت بها منذ الصغر وسبقني اليها شقيقي الأكبر عدي ونشأنا وترعرعنا في الفئات السنية لنادي الأنصار المقدسي ، ولعب شقيقي عدي في خط الدفاع الا انه لم يستمر في اللعب لفترة طويلة ، أما أنا فلعبت بمركز الهجوم ، فتدرجت في الفئات العمرية حتى لعبت لسنوات مع الفريق الأول قبل أن انتقل للعب مع عدد من الأندية المقدسية ، وكان والدي رحمه الله أثناء فترة مرضه – وبناء على رغبتي – وراء انتقالي من الانصار، وذلك عندما اتصل مع رئيس النادي آنذاك الأخ ياسين الرازم طالباً منه السماح لي بالانتقال ، وجاء رد الأخ أبو ضياء ، "اخي ابو عدي انت من الرعيل الأول بالنادي وقدمت الكثير له ولم تقصر يوماً ولا استطيع أن أرفض لك طلباً". ويضيف نجله محمد : ما زلت أذكر بكل الاحترام والتقدير اللفتة الطيبة والانسانية الرائعة التي قامت ادارة نادي الانصار بتنظيم بطولة رباعية بكرة القدم حملت اسم والدي رحمه الله ، ونلت فيها لقب افضل لاعب في البطولة .
وفي 10/4/2019م رحل موسى أبو قلبين عن دنيانا الفانية عن عمر ناهز 51 عاما ونصف العام تقريباً بعد مسيرة رياضية حافلة بالبذل والعطاء والانتماء والانجازات ، حيث لعب خلالها اكثر من (15) عاماً في صفوف نادي الأنصار المقدسي – واد قدوم ،وكان من الرعيل الأول و أحد أبرز اللاعبين الأوائل الذين ارتدوا في العام 1990م فانيلة الانصار ودافعوا عن شعار النادي برفقة الرعيل الأول من لاعبي النادي والمؤسسين اسامه وفخري ابو الحلاوة ورباح وعبد الغني القواسمي وعايش وهاني الكركي واسماعيل شويكي وعاطف دعنا وفوزي الجعبة وماهر المعيرجي وماجد مسودة ووائل الرازم ، قبل أن تلتحق بهم كوكبة من اللاعبين امثال محمد ترياقي وناصر ملحس وعبد السلام كاشور وماهر الحشيم ومحمد ابو ناب ووائل فرعون وصقر ابو سنينة وجمال عنوس ونبيل الحرباوي ورائد ذياب وفضل الشويكي ونزار وبديع وماجد ومحمود عميرة وحميد شرف ....الخ .
كان رحمه الله مدافعاً صلباً وعنيداً وذو رأس ذهبية ، ويمتاز بالبنية الجسدية القوية والصلبة التي كانت تؤهله لخوض المواجهات الفردية مع المهاجمين بكل رجولة وفدائية ، وكان مدافعا وهدافا في الوقت نفسه ، وكثيرة هي الأهداف التي كان يسجلها برأسه ، ورغم أنه كان لا يحب تنفيذ ركلات الجزاء ، الا انه كان يتقنها بطريقة مميزة ولم يهدر بحياته أية ركلة جزاء او ترجيح .
حقق مع الأنصار العديد من الانتصارات والانجازات في البطولات المحلية الرسمية والودية ،ومنها حادثة طريفة حدثت بيني وبينه في بطولة سداسيات جمعية الشبان المسلمين حزما بتاريخ 2/7/1991م ،حيث وصل فريقنا الى المباراة النهائية مع نادي اسلامي عين يبرود الذي كان متقدما علينا بـ 3 ركنيات ، فأصر عليّ موسى ابو قلبين ان اشركه في الشوط الثاني رغم الاصابة البليغة التي لحقت بساقه في الشوط الأول ، فرفضت قائلاً كيف لك أن تركض وكيف لك أن تضرب الكرة ؟ ، فقال لي برأسي سأسجل الهدف، فلا تقلق فقط ادخلني الى الملعب ، فأدخلته وما هي الا دقيقة واحدة حتى نجح باحراز هدف التعادل برأسه الذهبية كما وعدني ،وفزنا بعدها بفارق الركلات الترجيحية ، ونلنا لقب البطولة التي شارك فيها آنذاك (42) فريقا من القدس واريحا ورام الله والبيرة وبيت لحم .
لعب موسى مع الانصار جميع مبارياته الست مع أندية غزة هاشم ما بين 8/11/1991حتى 1/10/ 1994م ، وابلى فيها بلاءً حسناً ،ففي المباراة الأولى أمام نادي التفاح في ملعب التفاح كان نجم المباراة بلا منازع وساهم بفوزنا 3/1 ، وفي الثانية أمام فريق الاسد الغزي ( تفاهم الأهلي والرياضي ) التي انتهت بالتعادل 1/1وفي الثالثة أمام غزة الرياضي التي خسرنا 0/4وفي الرابعة مرة أخرى أمام غزة الرياضي التي تعادلنا فيها 2/2 حيث كنا متأخرين بهدف لهدفين ، فاندفع للهجوم واستقبل برأسه كرة عرضية قوية جداً سددها المهاجم ماهر الحشيم وقابلها موسى ابو قلبين وبشجاعة كبيرة وسددها كما لو كانت بالقدم وعجز الحارس عن صدها الذي دخل معها داخل الشباك مسجلاً هدف التعادل ، وكان نجم لقاءات الفريق في الخامسة امام المشتل التي فزنا فيها 3/2وجميعها كانت على أرض استاد اليرموك ، وفي السادسة امام التفاح في المطران التي فزنا فيها 2/1 وسجل هدف الفوز ، والأخيرة ملعب التفاح في غزة التي فزنا فيها 1/0 ، وكان ضمن وفد النادي الذي قابل الرئيس الراحل أبو عمار بعد انتهاء المباراة برفقة وزير الشباب والرياضة آنذاك الدكتور عزمي الشعيبي .
شارك موسى ابو قلبين مع الانصار في دوري رسمي واحد فقط ، وكان دوري الدرجة الأولى لمنطقة القدس عامي 1996/1997 وانهى الفريق الدوري بالمركز الرابع ، الى جانب بطولات الكأس، وساهم بفوز الانصار المقدسي 1/0على مركز بلاطه ( حامل اللقب ) في دور ال 32 من كأس الضفة عام 1997م في ملعب مدرسة البيرة الجديدة الترابي ، الى جانب مشاركاته في بطولات الشهيد ابو جهاد والبطولات الودية الأخرى .
أما بداياته الرياضية فكانت مع فريق حي واد قدوم ، قبل أن أقوم باستقطابه مع مجموعة من لاعبي الحي أمثال اسامه وفخري ابو الحلاوة وعاطف دعنا وعبد الرحمن الرازم واسماعيل الشويكي وعبد الله ابو سنينة وعبد العظيم ابو صبيح للعب معي في صفوف فريق نادي سرية بيت المقدس عامي 1986/1987 حيث كنت اشغل مهام المشرف الرياضي في السرية آنذاك ،ومعهم الرياضي الكبير واللاعب المخضرم خميس ادكيدك رئيس نادي القدس الحالي والحارس فؤاد ابو الهوى ونبيل القواسمي وباسل حسن ورمضان ومازن مجاهد، باشراف ومتابعة من رئيس السرية آنذاك المربي أمين الباشا والرياضي المخضرم جواد ادكيدك .
يصف اللاعب وكابتن فريق النادي لعقدين من الزمن اسامه ابو الحلاوة صديق عمره وطفولته وشبابه وحتى وفاته ، قائلاً ، كان المرحوم موسى ابو قلبين كما الاخ لي الذي لم تلده امي ، نعمل ونعيش ونأكل ونشرب معاً ، وحتى بعد زواجنا تطورت علاقتنا بشكل وطيد جداً بين الاسرتين ، وعندما كان يحاول الغياب عن المباريات والبطولات كنت اذهب الى بيته واحضره بنفسي ، ولشدة ارتباطنا ببعض كانت توجهاتنا الرياضية واحدة ومشتركة، وحتى عندما عرض علي نادي جبل المكبر الانتقال الى صفوفه اشترطت ان يكون موسى معي، فوافقت ادارة المكبر ، الا ان ادارة الانصار لم توافق على انتقالنا ، وفي المرحلة الزمنية ما بين انتقال فريق حي واد قدوم من مرحلة الأحياء الشعبية وتحوله الى نادي رياضي اواخر العام 1990م ، يقول صديق عمره اسامه ابو الحلاوة ذهبت للعب مع نادي القدس فيما ذهب موسى الى نادي سلوان ، فلحقت به وتدربت عدة تدريبات قبل أن اعود لنادي القدس فلحق بي لنادي القدس ، وبعد أشهر قليلة عدنا معاً الى نادي الانصار المقدسي ، وخاصة بعد الاعتراف الرسمي بالأنصار من قبل رابطة أندية الضفة الغربية وكان ذلك بتاريخ 11/9/1991، وكان ذلك قبل الاستئناف الرسمي للنشاط الرياضي اوائل العقد التاسع من القرن الماضي 1991-1992م ، واذكر انني ذهبت مع الأخ ياسين الرازم الى منزل المشرف الرياضي لنادي سلوان عرفات حميد لاستلام كتاب استقالة موسى واعادته الى نادي الانصار، الذي بقي يلعب في صفوفه حتى اعتزاله للعب في العام 2004م ، كما وكان يتولى معي ومع المدربين محمد ترياقي وياسين الرازم مهام تدريب الفريق الأول أيضاً .
بتاريخ 10/7/1993م كان موعد المباراة الودية مع العربي بيت صفافا ، وصادف وجود موسى ابو قلبين واسامه ابو الحلاوة وعائلتيهما برحلة استجمامية في طبريا ، وعندما علما بالمباراة ، ونظرا لانتمائهما الكبير للنادي والفريق توجها على الفور الى القدس قاطعين المسافة الطويلة بزمن قياسي للحاق بالمباراة ، ووصلا في اواخر الشوط الأول وكان الفريق متأخراً بهدف سجله المهاجم محمد عودة في اول دقيقة ، ونجحا في ضبط امور الفريق داخل الملعب ، وسجل اسامه هدف التعادل اثر تسديدة قوية من منتصف الملعب في شباك الحارس الصفافي غسان سلمان وانتهى اللقاء بالتعادل 1/1، ويضيف اسامه كنت اشعر بالثقة الكبيرة عندما يكون موسى الى جانبي في الدفاع ويذود ببسالة عن مرمى فريقه ، واذا ما استلم الكرة كان من الصعب أن يفقدها قبل أن يبعد خطرها ويمررها الى احد الزملاء ،حيث كان معنا في خط الدفاع من الرعيل الأول رباح القواسمي في الميمنة وشقيقي فخري في الميسرة ، وعند انضمام صقر ابو سنينة وشقيقي سامي تقدم الراحل موسى مع رباح القواسمي الى منطقة المناورة ومعهما المخضرم عايش الكركي وابو علي ترياقي وفي المقدمة هاني الكركي وماهر معيرجي ووائل الرازم وماجد مسودة واسماعيل الشويكي وفي حماية العرين فوزي الجعبة وعاطف دعنا .
بتاريخ 18/6/1994م وفي أول مباراة للانصار على الملاعب المعشبة أصيب المدافع موسى ابو قلبين برأسه اصابة بليغة اثر كرة مشتركة مع لاعب اسلامي قلقيلية فنقلا للمشفى لتلقي العلاج الأولي ، وانتهى اللقاء بفوز الانصار 6/0.
في العام 2017أصيب بمرض في الرئتين نتيجة عمله في مشاغل الجرانيت ، ومن ثم أصابه مرض عضال لم يمهله طويلاً فانتقل الى جوار ربه بتاريخ 10/4/2019م مؤمناً صابراً محتسباً راضياً بقضاء الله وقدره ،وتكريماً له ولدوره الكبير وعطائه اللامحدود وبعد أقل من شهر على وفاته ، أقام النادي بطولة رباعية بكرة القدم في ملعب مدرسة سلوان الاعدادية حملت اسمه وكانت البطولة الـ (25) والأخيرة من بطولات ابو جهاد التي كان الانصار ينظمها منذ العام 1995م ، وحضر البطولة الرباعية أنجاله واخوته وأقاربه الى جانب مندوبين عن رابطة اندية القدس والاندية المقدسية وعدد كبير جدا من زملائه اللاعبين القدامى في نادي الانصار ومشجعي النادي الذين اجروا مباراة حبية بينهم تكريماً لزميلهم الراحل موسى ابو قلبين وكان ذلك بتاريخ 3/5/2019م .
انجازاته مع فريق حي واد قدوم ونادي الانصار المقدسي عام 1990م
الفوز بالمركز الثالث من سباعيات اذار 1990م / الفوز بالمركز الاول من سداسيات أحياء سلوان / المركز الرابع في بطولة سداسيات هلال القدس للأحياء الشعبية / المركز الثاني في بطولة سباعيات نادي بيتللو / المركز الثاني في بطولة سباعيات العيزرية / المركز الثاني في بطولة سباعيات الشهيد محمد فطافطة / المركز الأول في بطولة ابناء القدس على كأس الشهيدين سمير ونضال الحموري .
انجازاته مع فريق حي واد قدوم ونادي الانصار المقدسي عام 1991م
المركز الأول في بطولة انصار واد قدوم الأولى للأحياء الشعبية / المركز الأول في بطولة سباعيات جمعية حزما / المركز الأول في بطولة سرية بيت المقدس للأحياء الشعبية.
انجازاته مع نادي الانصار المقدسي أعوام 1993الى 1996م
المركز الثاني في بطولة الأنصار المقدسي وشباب ابو ديس الرمضانية الأولى بكرة القدم / المركز الثاني في بطولة نادي بيت امر الاولى والثانية عامي 1994+1995م / المركز الثاني في بطولة ابو جهاد الاولى والثانية عامي 1995+1996م .
رياضة
