واشنطن -تم الكشف في نادي الصحافة الوطني، في العاصمة الأمريكية واشنطن، عن أرشيف استثنائي يوثق ملكية فلسطينية واسعة للأراضي قبل نكبة عام 1948 وذلك خلال فعاليةٍ صحفيةٍ برعايةٍ مشتركةٍ بين أرشيف عائلة بسيسو(BFA) والمركز العربي بواشنطن العاصمة (ACW) .
,جمعَ هذا الأرشيف وأشرف عليه عادل بسيسو، حفيد محروس مصطفى بسيسو المالك للأراضي ورجل الأعمال البارز في جنوب فلسطين أنذاك، وقد شكل الأرشيف أكبر مجموعةٍ وثائق لملكية الأراضي الفلسطينية التي تعود لعائلة واحدة ومصادق عليها. حسب موقع "اخبار البلد" .
وقدم عادل بسيسو، منشئ ومؤسس أرشيف عائلة بسيسو ، وأعقب عرضه حلقة نقاش أدارها خليل جهشان، المدير التنفيذي لـلمركز العربي - واشنطن وتناول خلالها مجموعة من الخبراء السياق التاريخي الأوسع للنكبة والأطر القانونية ذات الصلة والآثار السياسية والعالمية الدائمة لتهجير الفلسطينيين.
وكشف بسيسو النقاب عن الأرشيف وشارك القصة الاستثنائية لإرث عائلته بما في ذلك كيف تحولت أراضيهم في بئر السبع وما حولها في أوائل القرن العشرين من أراضي صحراوية إلى أراضٍي زراعية خصبة وحدائق ومطاحن.
وقال بسيسو إنه في عام 2023 وبعد سنوات من التنظيم وعامين من المناقشات تم الإتفاق مع جامعة كولومبيا لإدراج أرشيف عائلة بسيسو ضمن مجموعة إدوارد سعيد للدراسات العربية الحديثة وأضاف بسيسو بأن النتيجة هي أول مجموعة مكتبة رقمية من نوعها تعرض هذه الوثائق النادرة وتحافظ عليها. كما وأطلق بوابه الإلكترونية BFArchive.org التي توفر وصولاً غير مسبوق للباحثين والجمهور لفهم مهمتنا والأدلة القانونية الدامغة على الملكية ونزع الملكية.
وتتضمن المجموعة صكوك الحجة وإيصالات الضرائب والخرائط والمسوحات والمراسلات الرسمية، والتي لا تؤكد هذه المواد ممتلكات عائلة بسيسو الواسعة فحسب، بل توفر أيضًا نافذة نادرة على نظام قانوني تم تفكيكه بشكل منهجي عند إنشاء دولة إسرائيل، وإنها بمثابة دليل دامغ على سرقة الممتلكات والتهجير القسري الذي يعانى منه عدد لا يحصى من الفلسطينيين حتى يومنا هذا.
وقدّم السياق القانوني جوناثان كتّاب الخبير في قانون الأراضي الفلسطينية، وشرح كيف وُثِّقت معاملات الأراضي في فلسطين العثمانية والانتداب البريطاني من خلال سجلات الضرائب، والشهادات الشفوية، وصكوك الملكية المفصلة، والتي تضمنت العديد منها شهودًا مُسمَّين وأختامًا موثقة، كما وصف كتّاب نظام تسجيل الطابو الذي تضمن التحقق الرسمي من قِبل المساحين والقضاة لتحديد الحدود وتأكيد الملكية الشرعية.
وقال كتّاب: "هذه السجلات ذات أهمية قانونية وتاريخية، فهي تُظهر كيف حافظ الفلسطينيون على ملكية الأراضي ضمن هيكل قانوني فعّال، حتى في ظل الحكم الاستعماري، كما أنها تكشف كيف تم الاستيلاء على الأراضي أو التزييف بشكل ممنهج من خلال مناورات قانونية مشبوهة بعد عام 1948".
وأكد خليل جهشان، المدير التنفيذي للمركز العربي في واشنطن على الأهمية الرمزية والعملية لأرشيف عائلة بسيسو في مواجهة عقود من المحو التاريخي وقال إن الأرشيف لا يستعيد تاريخًا شخصيًا وعائليًا فحسب، بل أيضاً يستعيد سردًا تاريخياً فلسطينيًا أوسع.
وأضاف: "يفخر المركز برعاية هذا المؤتمر الصحفي ويرى أن قضية عائلة بسيسو تُجسّد بوضوح ما عايشه الشعب الفلسطيني بأكمله منذ نكبة عام 1948، ونأمل أن يُسهم هذا الأرشيف العائلي الشخصي وما يرويه من قصة، في دعم الساعين لفهم السياسة الفلسطينية اليوم - وهي سياسة لا يُمكن فهمها بالكامل إلا في ضوء هذا التاريخ من التهجير والتشريد."
وتناولت حنا الشيخ، منسقة مشروع فلسطين في المركز العربي- واشنطن الآثار الأوسع للأرشيف قائلةً: "النكبة ليست مجرد حدث ماضي بل هي عملية مستمرة من التهجير وسرقة الأراضي والمحو، وإن أرشيف عائلة بسيسو يُمثل نموذجًا قويًا للمقاومة ويُحافظ على الحقائق القانونية والسياسية والشخصية التي سعت إسرائيل طويلًا إلى تدميرها من خلال طمس الأراشيف والمكتبات ومؤسسات البحث."
وقدّمت سماح الحاج إبراهيم المحاضرة في العلوم السياسية والباحثة في دراسات اللاجئين، تأملات أكاديمية وشخصية وتحدثت عن نزوحها الشخصي في لبنان والدور الحاسم الذي تلعبه الأراشيف مثل أرشيف عائلة بسيسو في توثيق النكبة كواقع حي.
وقالت الحاج إبراهيم: " إن الشعب الفلسطيني يستعيد بنشاط روايته التاريخية والسياسية وإن هذا الأرشيف يوفر أدوات لتحقيق العدالة والتذكير، ويذكّر العالم بأن حق العودة ليس رمزيًا فحسب، بل هو مُثبت وموثّق".
ويهدف أرشيف عائلة بسيسو أن يكون نموذجاً للعائلات والباحثين الفلسطينيين الآخرين كي يستعيدوا الوثائق القانونية والتاريخية التي تتحدى الروايات السائدة عن نزع الملكية، ويتزامن إزاحة هذا الستار مع تجدد الاهتمام العالمي بالقضية الفلسطينية، حيث يحتج الملايين حول العالم مطالبين بالعدالة ومعترفين بحق فلسطين في الوجود.
واختتم بسيسو قائلاً: "إن زماننا قادم وهذا الأرشيف لا يتعلق فقط بالماضي بل إنه يتعلق بزرع بذور العدالة والتعويض ومستقبل فلسطين".