الكاتب : فلاح المشعل
عدد ليس بالقليل من العراقيين سوف يحزن ويتأسى لرحيل الشاعر الكبير موفق محمد، أنا شخصيا، لا أشعر بفقدان صوت شعري مهم في زمن الدوغمائية والطائفية والفراغ الإبداعي وحسب، بل روح عراقية عظيمة في استلهام أوجاع الحياة وأحزانها وإحالتها إلى شعر حي، صوت يذكر الآخر ب(الأنكس) الذي بلغناه، حسب وصف الشاعر، الذي عزف على أوتار أرواحنا، جعلها تطرب بصفاء لأنغام روحه العذبة، المتوجعة لعراق يحترق بالضيم والظلم والضياع، و"لا تيأسن يا حسن. كل ماسة ولها مسن" ترنيمة الزمن الغارق باليأس التي أراد موفق أن يضع حدا لانهيار الذات النقية.
تتهيب اللغة أمامك أيها الموفق الكبير في الإقامة داخل وجدان الملايين، وأنت تنشد الحرية وتلاطف الروح الشعبية، وترفع راية الطهارة باختلاف الأزمنة، موفق محمد ذخيرة الشعر العراقي التي لا تنضب، وهو يماثل التركي العظيم ناظم حكمت أو الروسي العظيم بوشكين، هم أولاد سماء واحدة.
موفق محمد شاعر العراقي الكبير ، كلما أستمع لقصائده وصوته النشيج الجريح بعتب الأزمنة العراقية، وحزنها السرمدي أجده الناطق الشرعي الوحيد عن حالة العراق، وضمير الأمة العراقية وترجمة وافية لأحلامها ووقائعها الصادقة، ستبقى مع العراق زمنا طويلا في مقعد المجد أستاذ موفق محمد.
محبة عظيمة لك لمناسبة رحيلك قرب صديقك حسن لتحقق بعض مطاليبه، لعل المشيعين يدركون وصيتك.
