طولكرم – جهاد بركات-فجّرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، بناية سكنية مكونة من أربعة طوابق في حي المنشية داخل مخيم نور شمس شرقي مدينة طولكرم، ضمن حملة عسكرية مستمرة منذ أشهر تستهدف البنية التحتية والمباني السكنية في المخيمات الفلسطينية شمال الضفة الغربية.
وقالت الناشطة نهاية الجندي إن البناية كانت قد تعرّضت لهدم جزئي سابقًا باستخدام الجرافات، قبل أن تقدم قوات الاحتلال اليوم على تفجيرها بالمتفجرات. وذكرت أن البناية تقع ضمن المناطق المصنفة للهدم، ضمن مخطط الاحتلال لهدم 106 مبانٍ في مخيمي نور شمس وطولكرم، تم تنفيذ الهدم الكامل حتى الآن على 18 وحدة سكنية منها.
وأضافت الجندي أن جرافات الاحتلال تتواجد عند الشارع الرئيسي في المخيم، وسط توقعات بأن تستأنف عمليات الهدم في أي لحظة. وأشارت إلى صعوبات يواجهها السكان في إخراج أثاثهم، حيث يُسمح لعدد محدود بالدخول وفق قيود مشددة تشمل تقديم بطاقات الهوية وأرقام المركبات، في ظل بنية تحتية مدمرة لا تسمح بوصول السيارات إلى داخل المخيم، مما اضطر الأهالي لحمل ممتلكاتهم يدويًا لمسافات طويلة، ما أدى إلى تلف العديد منها.
في ذات السياق، أكدت مصادر محلية اعتقال عدد من الشبان في مدينة طولكرم، من بينهم عمر بدران والصحافي محمود قزموز، في وقت يواصل فيه الاحتلال عدوانه المستمر على المدينة ومخيميها منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وسط تصعيد غير مسبوق.
وأفادت اللجنة الإعلامية في طولكرم بأن قوات الاحتلال أخطرت خلال الساعات الماضية بإخلاء المزيد من البنايات السكنية، من بينها عمارة أبو صفية ومنزل عائلة أبو عقل في الحارة الشرقية، مع مهلة لا تتجاوز 24 ساعة للإخلاء.
وشهد المخيمان خلال الليلة الماضية سلسلة انفجارات عنيفة وإطلاق نار كثيف وقنابل صوتية، إلى جانب تحليق مستمر لطائرات استطلاع.
ووفق اللجنة، فإن العدوان الإسرائيلي على المنطقة أدى حتى الآن إلى استشهاد 13 مواطنًا، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل، إضافة إلى إصابة واعتقال العشرات. كما تسبب في تدمير واسع للبنية التحتية، والمنازل، والمحال التجارية، والمركبات، فضلاً عن تهجير أكثر من 4200 عائلة، تضم ما يزيد على 25 ألف مواطن، وتدمير أكثر من 400 منزل كليًا و2573 منزلًا جزئيًا، وتحويل المخيمين إلى مناطق شبه مهجورة مغلقة بالسواتر الترابية.